السرابهو عبارة عن ظاهرة طبيعية تحدث بسبب الاختلاف
في كثافة طبقات الهواء القريبة من سطح الارض
وحدوث الانعكاس الكلي الداخليفي إحداها عندما تزيد زاوية سقوط الاشعة فيها عن الزاوية الحرجة.
وتفسيرا لما يشاهده المسافر في الصحراء وفي المناطق القطبية
أثناء النهار من صور مقلوبة للأشياء كالاشجار والحيوانات
فإن ذلك مرده الى
وجود ظاهرة السراب .
والسراب نوعين هما:
السراب الصحراوي
والذي يحدث عندما تكون الشمس ساطعة
ترتفع درجة حرارة سطح الارض
فتسخن طبقة الهواء التي فوقها فتكون درجة
حرارة الهواء في الطبقة التي تليها أقل سخونة
وهكذا تنتقل الاشعة الصادرة عن الاجسام على سطح الارض
من منطقة هواء بارد نسبيا الى أخرى أسخن
فتنكسر الاشعة عند السطح الفاصل بينهما مبتعدة
عن العمود المقام على السطح الفاصل
من نقطة السقوط وتستمر كذلك الى أن
تصل زاوية السقوط الى زاوية أكبر من الزاوية الحرجة
فتنعكس انعكاس كلي داخلى ونتيجة لذلك يسير الضوء
الى عين الناظر عبر المسار
المبين في الشكل المجاور على أنه خيال مقلوب .
والسراب القطبي
هو ظاهرة مألوفة لسكان الشواطئ خاصة في المناطق الباردة
وفيه تبدو الأجسام الموجودة على سطح الأرض
و كأنها مقلوبة ومعلقة في السماء الذي يحدث نتيجة اختلاف كثافة طبقات الهواء القريبة من الارض
حيث تكون الطبقات القريب من الارض عاليه البرودة
والاعلى منها تتميز أنها اقل برودة في هذه الحالة تنتقل
الأشعة الصادرة عن الاجسام على سطح الارض
من منطقه هواء بارد جدا الى منطقه
هواء اقل برودة فتنكسر الأشعة عند السطح الفاصل
مبتعدة عن العمود المقام عليه
وتستمر كذلك الى ان تصل الى زاوية سقوط اكبر من الزاوية
الحرجة وعندها يرى الناظر امتداد االاشعه المنعكسة
ليشاهد خيالا مقلوبا .
وقد ورد ذكر السراب في القران الكريم
في سورة النور في قوله تعالى
(( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً
حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ
وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)) .
بقيعة: أى المكان الخالي الفسيح )
.
هنا المثل الأول للكفار الذين يحسبون علي شيء
وهم ليس علي شيء فالمثل الأن عن السراب الذي يري
في القيعان من الأرض عن بعد كأنه
بحر طام والقيعه هي جمع قاع وهي الأرض المستوية
المتسعة المنبسطة وفيها يكون السراب
وانما يكون ذلك بعد نصف النهار فيري كأنه ماء
فأذا قصده ليشرب لم يجده شيئا
ربما تقودنا هذه الظاهرة للتفكر بها من حيث عدة أمور منها:
* لماذا يقوم الإنسان بترك خياله يجوب أبعد من ما تحت قدميه ،،
نعم يحق للإنسان أن يحلم وأن يتسع حلمه إلى مدى بعيد
ولكن لا يجب أن (يشطح) بخياله إلى أبعد مما يجب
حتى لا ينصدم بالواقع،، حتى إن إتسع فيجب أن يعلم
أن ما يراه في الأفق البعيد يحتمل أن يكون سراباً ،،