أماهولندا فكانت تدفع 600 جنيه، ومملكة صقلية 4 آلاف ريال، ومملكة سردينيا 6 آلافجنيه، والولايات المتحدة الأمريكية تقدم آلات ومهمات حربية قيمتها 4 آلاف ريال و10آلاف ريال أخرى نقدا مصحوبة بهدايا قيمة، وتبعث فرنسا بهدايا ثمينة عند تغييرقناصلها، وتقدم البرتغال هدايا من أحسن الأصناف، وتورد السويد والنرويج كل سنة آلاتوذخائر بحرية بمبالغ كبيرة، وتدفع مدينتا هانوفر وبرن بألمانيا 600 جنيه إنجليزي،وتقدم أسبانيا أنفس الهدايا سنويا.
كانت كل هذه الأموال تمد الخزينةالجزائرية بموارد سنوية هائلة طوال ثلاثة قرون، فضلا عن الضرائب التي فرضتهاالحكومة على الأسرى والأسلاب والغنائم التي كانت تتقاضاها من رؤساء البحر لدىعودتهم من غاراتهم على السواحل الأوربية.
وأدى وجود عدد كبير من أسرىالفرنجة، وخاصة ممن كانوا ينتمون منهم للأسر الغنية إلى قيام تجارة مربحة، فقد كانهؤلاء الأسرى يباعون ويشترون في أسواق محددة، وكان من يملكونهم يفاوضونهم في فدائهمأو يفاوضون من ينوبون عن أسرهم في ذلك، وفي بعض الأحيان كانوا يفاوضون الجمعياتالدينية التي كانت تتولى القيام بتقديم الفدية بالإنابة عن أهليهم مثل جمعيةالثالوثيين واللازاريين، والمرتزقة.
أمريكا تدفع الجزيةوفي أواخرالقرن الثامن عشر الميلادي بدأت السفن الأمريكية بعد أن استقلت أمريكا استقلالها عنإنجلترا سنة (1190هـ= 1776م) ترفع أعلامها لأول مرة سنة (1197هـ=1783م)، وتجوبالبحار والمحيطات. وقد تعرض البحارة الجزائريون لسفن الولايات المتحدة، فاستولواعلى إحدى سفنها في مياه قادش، وذلك في (رمضان 1199هـ= يوليو 1785م)، ثم ما لبثوا أناستولوا على إحدى عشرة سفينة أخرى تخص الولايات المتحدة الأمريكية وساقوها إلىالسواحل الجزائرية.
ولما كانت الولايات المتحدة عاجزة عن استرداد سفنهابالقوة العسكرية، وكانت تحتاج إلى سنوات طويلة لبناء أسطول بحري يستطيع أن يواجهالأسطول العثماني اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع الجزائر في (21 من صفر 1210هـ= 5 من سبتمبر 1795م)، وقد تضمنت هذه المعاهدة 22 مادة مكتوبة باللغة التركية، وهذهالوثيقة هي المعاهدة الوحيدة التي كتبت بلغة غير الإنجليزية ووقعت عليها الولاياتالمتحدة الأمريكية خلال تاريخها الذي يتجاوز قرنين من الزمان، وفي الوقت نفسه هيالمعاهدة الوحيدة التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بدفع ضريبة سنوية لدولة أجنبية،وبمقتضاها استردت الولايات المتحدة أسراها، وضمنت عدم تعرض البحارة الجزائريينلسفنها.
وعلى الرغم من ذلك فإن السفن العثمانية التابعة لإيالة (ولاية) طرابلس بدأت في التعرض للسفن الأمريكية التي تدخل البحر المتوسط، وترتب على ذلك أنأرسلت الولايات المتحدة أسطولا حربيا إلى ميناء طرابلس في (1218هـ=1803م)، وأخذيتبادل نيران المدفعية مع السفن الطرابلسية.
وأثناء القتال جنحت سفينة الحربالأمريكية "فيلادلفيا" إلى المياه الضحلة، لعدم درايتها بهذه المنطقة وضخامة حجمهاحيث كانت تعد أكبر سفينة في ذلك التاريخ، ونجح البحارة المسلمون في أسر أفرادطاقمها المكون من 300 بحار. وطلب والي ليبيا قرة مانلي يوسف باشا من الولاياتالمتحدة غرامات مالية تقدر بثلاثة ملايين دولار ذهبا، وضريبة سنوية قدرها 20 ألفدولار سنويا، وطالب في نفس الوقت محمد حمودة باشا والي تونس الولايات المتحدة بعشرةآلاف دولار سنويا.
وظلت الولايات المتحدة تدفع هذه الضريبة حماية لسفنها حتىسنة (1227هـ= 1812م)، حيث سدد القنصل الأمريكي في الجزائر 62 ألف دولار ذهبا، وكانتهذه هي المرة الأخيرة التي تسدد فيها الضريبة السنوية.
قدر عدد البحارةالجزائريين في عهد الرايس حميدو اشهر قائد للبحرية الجزائرية الى اكثر من 130.000الف بحار ومن اشهر السفن الحربية الجزائرية وقتها رعب البحار ،مفتاحالجهاد،المحروسة وغيرهاكما تمكن الاسطول الجزائري من الوصول بعملياته الىاسكتلندا والمحيط الاطلسي اين استشهد الرايس حميدو سنة 1815 في معركة مع البحريةالبرتغالية والامريكية.
و السلام. عليكم ورحمة.الله وبركاته[/center]