عُدت
إلى قريتي بعد طول غياب عنها، فراعني ممّاوقع عليها من تغيير...كثيرٌ من الأراضي
الخصبة، صارت بورا، أشجار البُرتقال والليمُون جفّت أغصانُها...
جلستعلى
صخرة أتأمل أشجار الزّيتون، فمرّ بي شيخٌ هرمٌيعتمدُ على عصا
عوجاءَ،فأنِستُ به وبمَنظره الأنيق،بدأته بالتّحيّة، فرفع رأسه (وقد غمرت
الابتسامة وجهه)، وألقى عليّ نظرة هادئة ثم ردّ تحيتي ردا جميلا.أقبل نحوي، جلس
وألقى العصا تحت قدميه،وقلت له:كيفَ حالُ القرية؟ فتنهّد تنهيدة طويلة
(تحمل الهمّ) والغمّ والاكتئاب وردّ قائلا:نَعم يا بُني، إنّ هذه القرية التي
تراها خرابا،كانت منذ عشرين عاما روضة خضراء، يرى أهلها السعادة في خدمة الأرض
وفَلحِها، يسقُونها بعرقهم، ثمّ شرع الشّبابُ يهجرون الأرضوينسلُون إلى المدينة
طمعا في الحياة النّاعمة... اعتقدوا أن الأضواء البرَّاقة ستفتحُ لهم بابَ
النّعيم، سكنوا البيُوت القَصديريّة على هوامش المدنِ الواسعةً، صاروا يشترون بل
يشتهون الفواكه والخضر بعدأن كانوا يبيعونها،استبدلوا الهواء الطلق بدخان المصانع
والعافية بالعلّة... اُنظر ياولدي كيف تستغيث أشجار الزيتون؟
إنّها صامدة صامتة تنتظر عودتهم.
عن مصطفى لطفي المنفلوطي
– بتصرف .
الأسئــــــــلة :
أ(ـ البنـــــاء
الفكريّ : ) 04نقاط(
1-
هات الفكرة العامة للنص . 1ن
2-
ما التغيير الذي طرأ على
القرية؟ 1ن
3-
بَيّن المعنى الذي تحمله تنهيدة
الشيخ الطّويلة. 1ن
4-
اُذكر أسباب هجرة الشّباب . 1ن
5-
اشرح المفردات الآتية: ( الخصبة
، الاكتئاب). 2ن
ب(ـ البنــــاء الفنّي : ) 02
نقطتان(
1-
بين غرض الاستفهام مما يأتي :
اُنظر ياولدي كيف تستغيث أشجار الزيتون؟ .
1ن
2-
بيّن نوع الصورة البيانيّة : " طمعا في الحياة النّاعمة ". 1ن
ج (- البنــــاء
اللّغويّ :)
04 نقاط(
1- أعرب
ماتحته خط بالتفصيل : " كيف " 1ن
2-
فك الإدغام الآتي وبيّن نوعه : فراعني ممّا وقع . 1ن
3- بيّنالوظيفة الإعرابية لما بين قوسين : (وقد غمرت الابتسامة
وجهه) ، (تحمل الهمّ) . 2ن