الإنترنت في التربية البيت
ية
بدأت شبكة الاتصالات العالمية تخترق جميع مجالات الحياة، حتى إنها تدخلت في مجريات الحياة اليومية ، فاصبح العالم قرية صغيرة يشارك الجميع في برامجها اليومية وأخبارها وان كانت سّرية.
ومن اجمل هذه التقنيات التكنولوجية والاتصالاتية هو الإنترنت، معجزة العصر، حيث ترى وتكتشف وتتعمق بجميع مجالات الحياة من خلال شاشة صغيرة وفي غرفتك الخاصة. إنها اكتشاف تقنية رائعة ، حسب تسمية المجمع الفاتيكاني الثاني بشأن وسائل الأعلام، حيث قدمت الكثير من الاستجابة للحاجات البشرية وبوسعها إن تقدم المزيد.
وهكذا فان هذا الاتصال البشري الهائل هو نعمة ونقمة في الوقت نفسه، وكما انه إسهام رائع في تنمية العقل وتثقيفه إلا إن مجال التدمير الفكر والأخلاق الإنسانية. وهنا تأتي رسالة البيت في التربية ونمو أبناءها وتوعيتهم لهذه التطورات والتغيرات المعاصرة، فعلى الأسرة إن تشجع هذا التطور وتنمي الاستعمال الصحيح له من جهة وان تراقب هذه الأجهزة ( وخصوصا البيتية ) لمنع الفيروس الأخلاقي من بلوغ أدراج المنزل لتدمير أخلاق أبناءنا. فان أدركت التربية البيتية لرسالة " الإنترنت " فأنها تعلم مدى بناء شبكة اتصال مباشرة وحية بمصادر دينية وروحية ذات شأن. وتفهم كم هو مدى الإنترنت وقدرته المميزة على تجاوز المسافات والعزلة والاتصال بأشخاص آخرين " اليوم الكل يحتاج إلى صيغة مستديمة في التربية على وسائل الأعلام، سواء عن طريق الدرس الشخصي او المشاركة في برنامج منظم أو عن طريق الاثنين معاً . ليست التربية على الأعلام تلقائيا لمعلومات تقنية وحسب إنها تساعد في إن توقظ لدى الناس الذوق السليم والرأي الأخلاقي السليم. أنها نوع من تربية الضمير " ( وسائل الأعلام والاتصال ، أخلاقيات واداب الفقرة 26 ) .
نحن نعلم جميعا إن الأولاد والشباب اليوم هم اكثر تألفا من ولديهم على الإنترنت، ولكن هنالك واجب أخلاقي وتربوي على الوالدين لمتابعة أبنائهم ومراقبة برامجهم لحمايتهم من أخطار الإباحية على الإنترنت. انه غزو جديد واستعمار معاصر دون السلاح وانما في الفكر والعقل والوجدان .
فأين نحن من هذه التربية البيتية الانترنيتية ؟ .