???? زائر
| موضوع: أهمية الوقف والابتداء في كتاب الله تعالى بقلم: أبي نهى مهدي دهيم الجزائري حفظه الله الإثنين 28 يونيو 2010 - 19:46 | |
| أهمية الوقف والابتداء في كتاب الله تعالى بقلم: أبي عبدالله مهدي دهيم / ماجستير في القراءات القرآنية منقول من منار الجزائر
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله كم شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه. أما بعد: فإنَّ علم الوقف والابتداء من الموضوعات التي لابدَّ لقارئ القرآن الكريم أن يعرفها ويتدبَّر قواعدها؛ إذ بها يُعرفُ المراد من الكلام، ويتبيَّنُ المغزى من فصيح اللسان، ويتيسَّر على السامع فَهمُ ما يُتلى عليه من آيات وأحكام، وبه تُعرف المنازل التي يصحُّ أن يقف عليها القارئ الهُمام. قال ابن فارس (ت395هـ) : « الواو والقاف والفاء أصل واحد يدلّ على تمكّث في شيء ثم يقاس عليه »[1] ويطلق الوقف في اللغة ويراد به معان منها: - الحبس: يقال وَقَف الأرضَ أو الدارَ على المساكين، أو للمساكينَ وقفاً أي حبسها. - الكفُّ: يقال وقفت الشمس والفرس عن السير، إذا كفَّا عنه وأمسكا [2]. والوقف والقطع والسكت ألفاظ لمعان متقاربة لغة، وكذا الابتداء والاستئناف والائتناف ثم صارت مصطلحات لعلم له أصوله [3]. وهذه العبارات (الوقف والقطع والسكت) جرت عند كثير من المتقدمين مرادا بها الوقف غالبا، ولا يريدون بها غير الوقف إلا مقيدة، وأما المتأخرين وغيرهم من المحققين فإنّ القطع: عندهم عبارة عن قطع القراءة رأسا فهو كالانتهاء. والوقف: عبارة عن قطع الصوت على الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة بغية استئناف القراءة. والسكت: عبارة عن قطع الصوت زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس([4]) أما الابتداء: فهو ضد الوقف، بدأت الشيء فعلته ابتداءا، والبدء فعل الشيء أولا([5]) . وفي الاصطلاح: هو فن جليل يعرف به كيفية أداء القراءة بالوقف على المواضع التي نصَّ عليها القراء لإتمام المعاني والابتداء بمواضع محددة لا تختلُّ فيها المعاني [6]. وعرفه بعضهم بقوله: علم تُعرف به المواضع التي يجب على قارئ القرآن أن يقف عليها وقفا جائزا أو واجبا أو قبيحا [7]. واستعمل بعض أهل العلم ألفاظا مرادفة لمعنى الوقف والابتداء كلفظ: القطع والائتناف: وقد أسمى الإمام أبو جعفر النحاس (ت338هـ) كتابه به [8]. المقاطع والمبادي: وقد أسمى الإمام سهل بن محمد السجستاني (ت255هـ) كتابه به أيضا [9] ، وكذلك الإمام أبي العلاء الهمذاني (ت569هـ) الذي عنْوَن كتابه بالهادي إلى معرفة المقاطع والمبادي [10]. وقوف القرآن: وقد وُسِم به كتاب أحمد بن الحسن بن مهران صاحب الغاية في القراءات العشر (ت381هـ) [11] . فالوقف والابتداء ضربٌ من أصول القراءة وبيان حسن الأداء، وجمال السماع والإصغاء، اهتمَّ به العلماء ونصَّ على تعلُّمه أئمة الأداء. قال الإمام ابن الأنباري (328هـ): « ...ومن تمام معرفة إعراب القرآن ومعانيه وغريبه، معرفة الوقف والابتداء فيه، فينبغي للقارئ أ، يعرف الوقف التام والوقف الكافي الذي ليس بتام، والوقف القبيح الذي ليس بتام ولا كاف..» [12] . وقال الإمام النحاس (338هـ) : « ...فقد صار في معرفة الوقف والائتناف التفريق بين المعاني، فينبغي لقارئ القرآن إذا قرأ أن يتفهَّم ما يقرؤه، ويشغل قلبه به، ويتفقَّد القطع والائتناف، ويحرص على أن يُفهم المستمعين في الصلاة وغيرها » [13] . وإنَّ معرفة ما يتمُّ الوقف عليه، وما يحسُن وما يقبُح من أجلِّ أدوات القراء المحققين، والأئمة المتصدرين، وذلك مما تلزم معرفته الطالبين، وسائر التالين؛ إذ هو قطب التجويد وبه يوصل إلى نهاية التحقيق [14] . وقال الإمام النكزاوي (ت683هـ): « باب الوقف عظيم القدر، جليل الخطر، لأنه لا يتأتى لأحد معرفة معاني القرآن ولا استنباط الأدلة الشرعية منه إلا بمعرفة الفواصل»15]. ففي معرفة الوقف والابتداء الذي دوَّنه العلماء تبيين معاني القرآن العظيم، وتعريف مقاصده، وإظهار فوائده وبه يتهيأ الغوص على درره وفوائده [16]. ولأهمية هذا العلم اشترط كثير من العلماء على المجيز ألا يجيز أحدا إلا بعد معرفته الوقف والابتداء [17] ، فالوقف حلية التلاوة وزينة القارئ وبلاغ التالي، وفهم للمستمع وشرف للعالم، وبه يعرف المعنيين المختلفين والقضيتين المتنافيتين والحكمين المتغايرين [18] . قال الشيخ محمد بن يالوشه التونسي :« معرفة الوقف والابتداء متأكدة غاية التأكيد؛ إذ لا يتبين كلام الله ويتمّ على أكمل وجه إلا بذلك، فربَّ قارئ يقرأ ويقف قبل تمام المعنى فلا يفهم هو ما يقول، ولا يفهمه السامع بل ربما يفهم من ذلك غير المعنى المراد وهذا فساد عظيم» [19] .
[1] انظر:معجم مقاييس اللغة (مادة وقف). [2] انظر: لسان العرب لابن منظور:9/3059 مادة (وقف)، الطرازات المعلمة في شرح المقدمة لعبد الدائم الحديدي الأزهري: ص195. [3] انظر: مقدمة في الوقف والابتداء بحث منشور في مجلة الرافدين العدد الثامن سنة1977م للدكتور أحمد خطاب:ص167 [4] انظر:النشر في القراءات العشر لابن الجزري:1/239-240. [5] انظر: لسان العرب لابن منظور: مادة (بدأ). [6] انظر: البرهان في علوم القرآن للزركشي: 1/342. [7] انظر: مقدمة في الوقف والابتداء بحث منشور في مجلة الرافدين العدد الثامن سنة1977م للدكتور أحمد خطاب:ص167. [8] والكتاب متداول مطبوع. [9] وهو في حكم المفقود، انظر: إنباة الرواة:2/85-64. [10] والكتاب حقق جزء منه رسالة علمية [11] انظر: مقدمة الغاية في القراءات العشر لابن مهران:ص18-19. [12] انظر: إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل لابن الأنباري: 1/108. [13] انظر: القطع والائتناف لأبي جعفر النحاس: 1/34. [14] انظر: شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني لأبي عمرو الداني:2/273. [15] انظر: كتاب الاقتداء في معرفة الوقف والابتداء للنكزاوي:1/198. [16] انظر: جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي:2/553. [17] انظر: الإتقان للسيوطي:2/542 طبعة مجمع الملك فهد. [18]انظر: لطائف الإشارات لفنون القراءات للقسطلاني:1/249. [19] انظر: الفوائد المفهمة في شرح المقدمة:ص 47
منقووووووووول
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] . |
|
Youcef ...::|المدير العام|::...
عدد الرسائل : 1278 المدينة : عين التوتة المزاج : الحمد لله نقاط : 15375 شكر : 5 تاريخ التسجيل : 23/12/2008
| موضوع: رد: أهمية الوقف والابتداء في كتاب الله تعالى بقلم: أبي نهى مهدي دهيم الجزائري حفظه الله الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 11:33 | |
| | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: أهمية الوقف والابتداء في كتاب الله تعالى بقلم: أبي نهى مهدي دهيم الجزائري حفظه الله الثلاثاء 29 يونيو 2010 - 13:48 | |
| |
|