اطاح المنتخب الجزائري لكرة القدم بنظيره الإيفواري من بطولة كأس الأمم
الأفريقية السابعة والعشرين المقامة حالياً في أنجولا بفوز ثمين 2/3 على
الأفيال مساء أمس الأول في دور الثمانية بالبطولة. وأصبح المنتخب
الجزائري ثاني المتأهلين لدور الثمانية بالبطولة بعد نظيره الغاني الذي
تغلب على منتخب أنجولا صاحب الأرض بهدف، وتقام مباراتا الدور قبل النهائي
يوم الخميس المقبل.وكانت مباراة الأحد مواجهة ساخنة بين اثنين من ممثلي القارة السمراء في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وقدم الفريقان وخاصة المنتخب الجزائري عرضاً رائعاً أظهر الجانب المشرق
للكرة الأفريقية وإن عاند الحظ الفريقين وخاصة المنتخب الجزائري في العديد
من الفرص على مدار شوطي المباراة، ويدين المنتخب الإيفواري بفضل كبير في
عدم اهتزاز شباكه بعدد أكبر من الأهداف إلى حارس مرماه المتألق بوبكر باري
الذي كان أحد أبرز نجوم اللقاء.ورغم
اكتمال صفوف المنتخب الإيفواري بالعديد من النجوم وفي مقدمتهم ديدييه
دروجبا وديدييه زوكورا ويايا توريه وسالومون كالو وجيرفينيو نجح عنتر يحيى
ورفيق حليش ومجيد بوقرة في التصدي للعديد من المحاولات الهجومية
الإيفوارية. وتقدم المنتخب الإيفواري مرتين بهدفين سجلهما سالومون
كالو وعبدالقادر كيتا في الدقيقتين الرابعة و89 وتعادل المنتخب الجزائري
في المرتين بهدفين أحرزهما كريم مطمور ومجيد بوقرة في الدقيقتين 40
والأولى من الوقت بدل الضائع للمباراة ثم سجل اللاعب البديل عامر بوعزة
الهدف الثالث للفريق في الدقيقة الثالثة من الوقت الإضافي الذي لجأ إليه
الفريقان بعد تعادلهما 2/2 في الوقت الأصلي. وبلغ المنتخب الإيفواري نهائي
بطولة عام 2006 بمصر كما فاز بالمركز الرابع في البطولة الماضية عام 2008
بغانا بينما غاب المنتخب الجزائري عن البطولتين لكنه عاد بقوة إلى
مشاركاته بالبطولة من خلال دورتها الحالية في أنجولا. تقاسم
المنتخبان الجزائري والإيفواري الشوط الأول لعباً ونتيجة حيث سيطر الأفيال
على النصف الأول من هذا الشوط وترجموا سيطرتهم إلى هدف مبكر ثم تحولت
الدفة لصالح الخضر الذين سجلوا هدف التعادل قبل دقائق قليلة من نهاية
الشوط.وكشر المنتخب الإيفواري عن أنيابه في بداية المباراة بينما
اعتمد المنتخب الجزائري على الدفاع ونصب مصيدة التسلل ولم يصل الفريق إلى
المرمى الإيفواري في أول ثلث ساعة من المباراة بينما تعددت الهجمات
الإيفوارية الخطيرة على المرمى الجزائري لكنها افتقدت للدقة المطلوبة.الجزائريون يعلنون عن أنفسهم وفي
النصف الثاني من الشوط الأول أعلن الجزائريون عن أنفسهم بقوة وكانوا
الأفضل انتشارا في الملعب والأكثر استحواذاً على الكرة وقدموا فاصلاً
رائعاً من المهارات الفنية وأحرجوا الأفيال قبل أن يسجلوا هدف التعادل
الثمين وكان بوسعهم تسجيل عدد آخر من الأهداف لولا التسرع أحيانا وتألق
حارس المرمى الإيفواري أحيانا أخرى.هدف سالمونوترجم المنتخب
الإيفواري بدايته القوية في المباراة بهدف مبكر سجله سالومون كالو في
الدقيقة الرابعة اثر هجمة منظمة سريعة أنهاها يايا توريه بتسديدة من حدود
منطقة الجزاء اصطدمت برفيق حليش مدافع المنتخب الجزائري لتصل الكرة إلى
كالو غير المراقب حيث سددها قوية في الزاوية الضيقة على يسار الحارس
الجزائري فوزي الشاوشي معلنا تقدم الأفيال.واصل الفريق الإيفواري
ضغطه الهجومي في الدقائق التالية وتعددت أخطاء الدفاع الجزائري ولكن هجمات
الأفيال افتقدت للدقة والتركيز فضاعت منه أكثر من فرصة كان أخطرها في
الدقيقة العاشرة، وسدد يايا توريه كرة ضعيفة في الدقيقة 12 أمسكها شاوشي
دون عناء، وشهدت الدقيقة 15 انطلاقة رائعة للمهاجم الإيفواري ديدييه
دروجبا ولكنه تباطأ في التسديد وتدخل المدافع الجزائري رفيق حليش في الوقت
المناسب لتخرج الكرة إلى ضربة مرمى ويسقط دروجبا داخل منطقة الجزاء. كما
شهدت الدقيقة 16 انطلاقة رائعة من ناحية اليسار حيث انطلق سياكا تيني
ولكنه سدد الكرة في الشباك من الخارج. نقطة جزاءوكانت هذه
الفرصة نقطة تحول في اللقاء حيث بدأ بعدها الهجوم الجزائري الكاسح. وكاد
حارس المرمى الإيفواري بوبكر باري يكلف فريقه غاليا في الدقيقة 21 عندما
تباطأ في تشتيت إحدى الكرات داخل منطقة الجزاء ثم لعبها في جسد المهاجم
الجزائري عبد القادر غزال، ولكن الكرة خرجت إلى ضربة مرمى، وأتبعها كريم
زياني بتسديدة من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة التالية، ولكنها ذهبت
بعيدا عن المرمى.وشهدت الدقيقة التالية هجمة جزائرية أخرى خطيرة
ولكن الحارس الإيفواري أمسك بالكرة قبل غزال. وتوالى الضغط الجزائري في
الدقائق التالية بينما اعتمد المنتخب الإيفواري على الهجمات المرتدة
السريعة التي شكلت خطورة فائقة على المرمى الجزائري ولكنها لم تسفر عن
أهداف.وأنقذ باري فريقه من هدف مؤكد اثر عرضية لعبها نذير بلحاج
والتقطها باري قبل كريم مطمور غير المراقب. وأسفر الضغط الهجومي الجزائري
عن هدف التعادل الثمين والمستحق للفريق في الدقيقة 40 عندما راوغ كريم
مطمور الدفاع الإيفواري وسجل الكرة من بين ثلاثة مدافعين على حدود منطقة
الجزاء لتذهب الكرة في زاوية صعبة على يمين باري حارس مرمى الأفيال. ثقة خضراءومنح
الهدف ثقة كبيرة للخضر بينما واصل الأفيال اعتمادهم على الهجمات المرتدة
ومن إحداها سدد يايا توريه كرة قوية اصطدمت بأقدام الدفاع الجزائري وخرجت
إلى ركنية في الدقيقة 44 ثم تصدى شاوشي في الدقيقة التالية لفرصة إيفوارية
أخرى وأخرج الكرة إلى ركنية قبل أن تصل إلى قدم دروجبا المتحفز.ورد
غزال في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع لهذا الشوط بتسديدة مرت من
أمام مطمور إلى ضربة مرمى لينتهي الشوط الأول بالتعادل. وجاءت بداية الشوط
الثاني سجالا بين الفريقين وبدأ المنتخب الجزائري بهجمة عبر نجمه الكبير
كريم مطمور في الدقيقة 46 ولكن كولو توريه أخرجها لضربة ركنية لم تستغل،
ورد المنتخب الإيفواري بهجمة سريعة في الدقيقة التالية انتهت إلى ضربة
ركنية لم تستغل أيضا، وتعددت الهجمات على المرميين ولكن ظلت الهجمات
الجزائرية هي الأكثر والأفضل والأخطر ومن إحداها لعب مراد مغني الكرة
طولية في الدقيقة 55 إلى مطمور خلف مدافعي الأفيال فسددها مطمور مباشرة
وبقوة ولكن بعيدا عن المرمى. وأتبعها يزيد منصوري بتسديدة صاروخية
من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 57 ولكن الكرة مرت كالسهم من فوق عارضة
المرمى الإيفواري، ورد سالومون كالو بهجمة رائعة في الدقيقة التالية راوغ
على اثرها الدفاع الجزائري وسدد كرة قوية من حدود منطقة الجزاء ولكنها مرت
بجوار القائم على يسار الحارس الجزائري. وواصل المنتخب الإيفواري
هجماته المتتالية في الدقائق التالية بينما تراجع المنتخب الجزائري للدفاع
بعدما تعددت انطلاقات كالو ويايا توريه وجيرفينيو، وفي نفس الوقت ظلت
الخطورة الجزائرية قائمة مع كل هجمة مرتدة سريعة يشنها الخضر.فرصة مؤكدة لدروجباوأضاع
دروجبا هدفاً مؤكداً في الدقيقة 65 اثر تمريرة عرضية رائعة لعبها كالو من
الناحية اليسرى ولكن دروجبا فشل في لمس الكرة وهو في حلق المرمى، ورد
زياني في الدقيقة التالية بتسديدة قوية زاحفة من داخل منطقة الجزاء ولكن
في الشباك من الخارج، وعاد المنتخب الجزائري لهجومه المكثف وتصدى الحارس
الإيفواري لهدف مؤكد في الدقيقة 68 عندما تصدى لتسديدة زاحفة قوية من
مطمور شبه المنفرد. ونال عنتر يحيى إنذاراً في الدقيقة 71 لعرقلة
اللاعب ديدييه زوكورا من الخلف، ودفع المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش
المدير الفني للمنتخب الإيفواري باللاعب فاي إيمرس في الدقيقة 72 بدلاً من
تيوتي.المزعجان غزال ومطمورونجح غزال ومطمور في إزعاج
الدفاع الإيفواري بشكل دائم، ولكن الحظ عاندهما في أكثر من كرة خطيرة.
وباغت يايا توريه المنتخب الجزائري بتسديدة زاحفة صاروخية من خارج منطقة
الجزاء في الدقيقة 78 مرت بجوار القائم على يمين شاوشي. ولعب عبد
القادر كيتا في المنتخب الإيفواري بدلا من سالومون كالو في الدقيقة 83
لتجديد دماء المنتخب الإيفواري وتنشيط الهجوم. وأهدر جيرفينيو فرصة رائعة
في الدقيقة 85 عندما خطف الكرة من الدفاع الجزائري وتقدم بها وانفرد
بالحارس ولكنه سددها بغرابة شديدة خارج المرمى. ولعب راحو سليمان في
المنتخب الجزائري في الدقيقة 85 بدلا من عنتر يحيى. وكافأ عبد
القادر كيتا مدربه البوسني بتسجيل هدف التقدم للأفيال في الدقيقة 89
بتسديدة رائعة من 26 متراً في زاوية صعبة على يمين الحارس الجزائري الذي
لم يستطع أن يفعل لها شيئاً، ولكن فرحة المنتخب الإيفواري بالهدف لم تدم
طويلاً حيث سجل مجيد بوقرة هدف التعادل الثمين 2/2 في الدقيقة الأولى من
الوقت بدل الضائع اثر كرة عرضية من ناحية اليسار قابلها برأسه إلى داخل
الشباك على يسار الحارس الإيفواري. ومع انتهاء الوقت الأصلي
بالتعادل، لجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي لمدة نصف ساعة مقسمة بالتساوي
على شوطين، ومع بداية الشوط الإضافي الأول، دفع المدرب رابح سعدان المدير
الفني الوطني للمنتخب الجزائري بلاعبه عامر بوعزة بدلا من بدلا من مغني. مكافأة بوعزةوكافأ
البديل بوعزة مدربه على نزوله بتسجيل هدف التقدم في الدقيقة الثالثة من
الوقت الإضافي الأول اثر عرضية من زياني قابلها بوعزة بضربة رأس إلى داخل
الشباك، ولم يتغير الحال على مدار الشوطين الإضافيين حيث ظلت الهجمات
المتبادلة بين الفريقين وواصلا إهدار الفرص السهلة أمام المرميين وإن كان
معظمها للمنتخب الجزائري الذي قدم عرضاً رائعاً استحق به الفوز، وسجل
عبدالقادر كيتا هدفا في الدقيقة 122 ألغاه الحكم بدعوى التسلل. تصريحات ساخنة لمدرب كوت ديفوارخليلوزيتش: لا نستحق لقب فريق كبير.. وظهرنا بـ «وجه شاحب»الجزائر
(د ب ا) - اعترف وحيد خليلوزيتش مدرب منتخب كوت ديفوار بأحقية الجزائر في
العبور إلى الدور قبل النهائي لبطولة كأس أمم أفريقيا المقامة حاليا
بأنجولا بعد فوزها بالمباراة التي جمعت المنتخبين 3 - 2 في دور الثمانية
من المسابقة. وقال خليلوزيتش في تصريحات نقلها اتحاد الكرة
الجزائري في موقعه على الأنترنت “ إنها خيبة كبيرة، فريقنا، أظهر وجهاً
شاحباً لا يمثله إطلاقاً، لم نعمل أي شيء للفوز بالمباراة حيث لم نلعب سوى
30 دقيقة قبل أن نستسلم”. وأضاف”جئنا إلى أنجولا من أجل التتويج
بالكأس لكن واجهنا منتخباً جزائرياً كبيراً استحق فوزه عن جدارة. اللاعبون
الجزائريون أحسنوا التعامل مع المباراة بالضغط على خط دفاعنا خاصة زياني
ومطمور”. وتابع “ يمكنني القول إننا لا نستحق لقب فريق كبير لأننا لم نعرف
كيف نسير تفوقنا في نهاية المباراة”.