أهمية المدرسة
المدرسة هي العمود الفقري والأساسي للعملية التعليمية،
وهي ليست مجرد مبانٍ أو حجرة وكراسي، وليست مجرد دفتر حضور أو انصراف، وليست مجرد
دراسة واختبار ونجاح، إن المدرسة أكبر من كل هذا بكثير، إن الطالب قد يبقى في
أحيان كثيرة داخل المدرسة أكثر مما يتواجد في البيت؛ ليس بعدد الساعات بل الحضور
الذهني والعقلي والفاعلية، فهو في نشاط مستمر خلال ساعات الدوام المدرسي، يتأثر
ويؤثر، يأخذ ويعطي، أما ممارساته الحياتية كلها فهي استعداد لليوم المدرسي.
والنجاح في المدرسة والتفوق الدراسي أحد أهم الوسائل
الناجحة في وقاية الطلاب من الانحراف والجنوح، حيث تؤكد معظم الدراسات أن نسباً
عالياً من الأحداث المنحرفين كانوا من المنقطعين عن الدراسة أو من المتسربين
دراسياً، أو يعانون من ضعف مستواهم التعليمي، لذلك كان من الأهمية بمكان التركيز
على الطلاب من خلال العملية التعليمية ذاتها، والتأكيد على أهمية الاهتمام
الدراسي، فهو مؤشر هام على مدى استقرار الطالب نفسياً وأسرياً واجتماعياً،
وبالتالي توفر البيئة الصحية لتجاوز مشكلاته وتحديات المجتمع من حوله، وأما إذا
كان الطالب لا يهتم بدراسته، فمعنى ذلك أن هناك مشكلة وأنها تحتاج إلى حل،
وبالتالي فهو عرضة للجنوح والانحراف والسلوك السلبي ليثبت نفسه أمام مجتمعه، سواء
أكان الأسرة أو جماعة الأصدقاء، أو القرناء المناظرين له.
وعبء ترسيخ قيمة الاهتمام الدراسي تقع على العديد من
الجهات، منها الأسرة، والمؤسسة التعليمية بمختلف وظائفها، والمؤسسات الإعلامية،
ومراكز الشباب، وغيرها.
دور الأسرة في ترسيخ الاهتمام الدراسي
الأسرة هي الحضن الأول والأساسي للطفل، وهي التي تغرس في
نفوس أبنائها حب الدراسة والارتباط بالمدرسة، والتمسك بالمحافظة عليها، ولترسيخ
هذه القيم؛ عليها أن تقوم بالتالي:
-
تأكيد أهمية
التعليم في حياة الإنسان عموماً والطالب خصوصاً.
-
التأكيد على أن
العلم يطلب لذاته، وأنه وسيلة لتحقيق الشخصية خاصة في المراحل الأولى من التعليم،
وأن التخصص والمهنة تأتي في مرحلة لاحقة.
-
توفير كافة
الاحتياجات والمتطلبات التعليمية حتى لا يشعر الطالب بالحاجة إليها.
-
تعليم الطالب
كيفية استثمار ما لديه من أدوات والمحافظة عليها.
دور المدرسة في ترسيخ الاهتمام الدراسي
تقع على المدرسة أدوار وأعباء كثيرة وهي مكملة لدور
الأسرة، وهي ملزمة بحكم كونها مؤسسة تربوية وتوجيهية وإرشادية قبل أن تكون مؤسسة
تعليمية، لذلك يجب أن تتحمل مسؤولياتها تجاه الطلاب، على النحو التالي:
- توفير معلمين مهتمين وداعمين
للطلاب.
- توفير البيئة الإيجابية لأعضاء
الهيئة التدريسية.
- توفير الإحساس بالأمن والأمان في المدرسة.
- إقامة العلاقات الوثيقة والإيجابية بين الطلاب والهيئة التدريسية.
- ضمان تساوي الفرص بين جميع الطلاب.
- تشجيع الطلاب على المساهمة
الفاعلة في النشاطات المدرسية.
- اهتمام المدرسة بتنمية مواهب وميول وتوجيهات الطلاب.
- ترسيخ حب الوطن وقيم الوطنية.
- التواصل مع أسر الطلاب وعلاج
مشكلاتهم.
- تربية الطلاب على الشعور بالمسؤولية
من خلال الحفاظ على مقدرات المدرسة.
- غرس قيم احترام الأنظمة
والقوانين، وتدريبهم على النظام والتنظيم.
دور المعلم في ترسيخ الاهتمام
الدراسي
المعلم يعد قدوة لطلابه، وهو نموذج يحتذى به، سواء أكان
سلوكه إيجابياً أو سلبياً، وهو الذي يقع عليه عبء كبير من العملية التعليمية، وأي
تصرف منه محسوب عليه ويستمر عالقاً في ذهن طلابه فترات طويلة، ويمكن للمعلم أن
تكون له أدوار شديدة الإيجابية في حماية الطلاب، وتشجيعهم على الاهتمام بالدراسة،
منها:
-
على المعلم أم
يكون أولاً ملماً بمادته التي يدرسها، كما يجب عليه أن يتمتع بشخصية قوية.
-
أن يعتبر الطلاب
أبناء له أو إخوة، وأن يقترب منهم دون أن يتنازل عن مكانته.
-
أن يلحظ أي
سلوكيات مريبة في الفصل، ويبلغ بها إدارة المدرسة فوراً، كي تتخذ الإجراءات
الوقائية.
- أن يخلق حالة من الحوار
المستمر بينه وبين الطلاب في القضايا التي تشغلهم من خلال المنهج التعليمي.
-
أن يوجه طلابه
بشكل غير مباشر إلى خطورة المخدرات، ومخاطرها، وأضرارها.
وعلى العموم؛ فالمدرسة
مؤسسة كبيرة يمكنها أن تقوم بأدوار في غاية الأهمية في حماية الأجيال من خطر
الانحراف والجنوح، ومنها بكل تأكيد التدخين، وتعاطي المخدرات بكافة أشكالها، ومن
ذلك:
- إشراك الأسرة والمجتمع المحلي في
وضع البرامج الوقائية التوعوية.
- تعريفهم بالأدوية وأهداف
استخدامها ومخاطر الاستخدام غير السليم.
- توضيح عواقب التدخين وشرب الكحول كونها
تشكل مدخلاً لتعاطي المخدرات.
- تقديم المعلومات والدعم لأولياء الأمور، ولاسيما المتورطين أبناؤهم
في تناول المخدرات.
- تقديم الدعم للطلاب المتورطين في حوادث المخدرات.
- توضيح عقوبة تهريب وترويج المخدرات.
- المشاركة في الاحتفالات والمظاهر الاجتماعية والثقافية المعنية
بترسيخ القيم الوطنية، ومحاربة المخدرات.
- وأخيراً الدعوة إلى إدراج مواضيع تتعلق بالمخدرات ومخاطرها في
المقررات الدراسية.
دور الطالب واهتمامه الدراسي
الطالب هو المقصود بكل الجهود لحمايته ووقايته من السقوط
والجنوح والانحراف، ولا شك أن اهتمامه بدراسته يسهم بشكل فعال في تجاوزه المرحلة
الدراسية دون أن يمر بتجارب سيئة، ولذلك فعليه أن يقوم بالتالي:
- يضع لنفسه هدفاً يريد تحقيقه من دراسته.
-
أن
يكون مهتماً بدراسته، محترماً لمعلميه، وأن يكون متواصلاً معهم، منفتحاً عليهم.
-
أن
يعلم أسرته باستمرار بمستواه التحصيلي في المدرسة، وأن يشركهم فيما يعترضه من
عقبات.
-
أن
يحسن اختيار رفقائه في المدرسة؛ فلا يصاحب إلا من كان متفوقاً وخلوقاً.
موضوع: اهتمامي بدراستي.. حماية 
الثلاثاء 19 يناير 2010 - 21:53
