النمامشة
هم قبيلة
شاوية أمازيغية منتشرين في أقصى الشرق الجزائري بالمحاداة مع الحدود التونسية و تنتسب قبائل النمامشة
لقبائل الزناتة( قبيلة
نفزاوة و لواتة)
تنتسب قبائل زناتة إلى زنات بن صولات بن ورسيق بن ضريسة بن ونور بن جربيل بن جديلان بن جاد بن رديلان بن حصا بن باد بن ضربن مقبو بن قروال بن يملا بن مازيغ الأبتر بن زحيك بن همرحق بن كراد بن مازيغ بن هراك بن هريك بن بر بن بريان بن فوطيط بن فوط بن حام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن إدريس بن إليارد بن مهلائيل بن قينان بن آنوش بن شيث بن أدم عليه السلام هذا و تنتسب قبائل زناتة إلى شعوب البربر البتر و هم أبناء مازيغ الأبتر ( ماذغيسن باللغة الأمازيغية)
تنتشر قبائل زناتة بدءا من طرابلس و الزنتان و غدامس و يفرن بالجبل الغربى غرب ليبيا ، و إمتداد ساحل الشمال الإفريقى وصولا إلى شواطىء الأطلسى غربا، كما تتواجد عائلات من زناتة فى مصرو تتضمن هذه القبائل بطون عديدة أهمها
مغراوة و هم أبناء مغراو بن زليتن بن مسرا بن زاكيا بن ورسيق بن الديرت بن زنات المذكور ، و هى أكبر قبائل زناتة من حيث العدد و أكثرها إنتشارا ، و تنتشر من جبال الأوراس شرقا حتى شواطىء الأطلسى غربا إلى ما دون مدينتى سبتة و طنجة المغربيتين
الزنتان و هم أبناء واسين بن زليتن بن مسرا بن زاكيا بن ورسيق بن الديرت بن زنات المذكور ،هذا و تقيم هذه القبيلة بالمدينة المسماة بإسمها ( الزنتان ) بالجبل الغربى بليبيا
كما أن قبائل زناتة تضم بطون عديدة أخرى تنتشر بطول ساحل البحر الأبيض من مدينة الزنتان شرقا و حتى سبتة و طنجة على سواحل المحيط الأطلسى و نذكر منها
بنو يفرن بنو يفرن اوالإفرنيون، يفرن، بن إفران أو إفوراغس من قبائل الامازيغ البداءية التي سكنت شمال افريقيا واستعملت الكهوف والمغاراة. وتعني افري بالامازيغية الكهف وجمعا ايفران. ومنها جاءت افريقيا نسبة لسكان شمالها.و قد دافعوا عن ارضهم شمال افريقيا طوال التاريخ وتصدوا للاحتلال الروماني والبزنطين والفنيقين وكونو ا دولة إسلامية بعد دخول الإسلام. ويدكر انهم كانوا بجانب الكاهنة وفي الصفوف الامامية ضد العباسيين والأمويين. .وقد دكرها ابن خلدون على انها من قباءل زناتة. [1] و قد كونوا أيضا دولة أمازيغية نشأت في شمال الجزائر (942 - 1066). كانت عاصمتهم تلمسان. و يطلق اسم يفرن أو افران لعدة مدن في شمال افريقيا كمدينة يفرن في ليبيا التي يسكنها عدد من الأمازيغ. ومدينة يفران المغربية في اعالي جبال الاطلس. وهناك أيضا مغارات جيولوجية في المغرب تسمى يفرن
بنو ميزاب
سبرترة
ورجلة
جراوةو تنتسب هذه القبيلة إلى جراو بن الديرت بن زنات المذكور هذا و تنتسب إلى هذه القبيلة خنشلة الكاهنة و التى أطلق عليها الفاتحون العرب إسم داهية لمكرها و تأليبها لمن والاها من قبيلة جراوة خاصة و قبائل زناتةعامة ، و الموالية منها للدولة الرومانية ضد كتائب الفتح بقيادة عقبة بن نافع القرشى الفهرى و نسبها كالتالى :
داهية الكاهنة بنت تابنة بن نقان بن تيقان بن ماتية بن برزال بن لقور بن تيقان بن تابت بن باورا بن مسكصرى بن أفرد بن أوسيله بن جيراو بن جراو المذكور
مرنجيصة
نمالة
بنو توجين
آيت يزناسن
يرنيان
ريغة
سوق الجمعة
العفاشيك
الغبابنة
النمامشةأولاد دخيل
الجعايطية
هذا و تعتبر قبائل زناتة من القبائل ذات الروح الوطنية العالية ، و قد إعتنقت أكثرية هذه القبائل المسيحية على المذهب الآريوسى التوحيدى نسبة لآريوس كاهن الإسكندرية المنشق فى ذلك الوقت والمخالف لمذهب الرومان الكاثوليك و المذهب الأورثوذوكسى ، و إن إعتنق البعض منها مذهب الدولة ، مماأدى إلى إضطهاد الدولة لهذه القبائل ، و قد عانت مثلها مثل بقية القبائل من التمييز القائم على العرق و الجنس حيث كان يعامل البربر على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية فى ظل هذه الدولة ، كما إستأثرت الدولة بالإمتيازات و فرضت الضرائب الفادحة ، و عانت شعوب البربر من قسوة الدولة و إستبدادها و المعاملة المهينة لأبناء البلادولإنتشار العقيدة الآريوسية بين أهل البلادالأثر في اعتناقهم الإسلام بعد الفتح الإسلامي لقربها من العقيدة والفكر الإسلامي القائم على التوحيدو مع وصول الإسلام إلى الشمال الإفريقى كانت قبائل زناتة من أوليات القبائل التى إعتنقت الإسلام طواعية لما رأت فيه من السماحة و المساواة و العدالة الإجتماعية و الحفاظ على كرامة الإنسان و آدميته ، هذا و قد أدت هذه القبائل دورا مميزا فى فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد المنتسب لقبيلة نفزاوة البربرية كما ضمت كتائب الفتح قبائل أخرى نذكر منها هوارة و صنهاجة و مصمودة و أوربة و عجيسة و ضريسة و كتامة و ترهونة و نفزاوة و مسطاسة و مكناسة و نفوسة و كومية و مطماطة
بقيادة طارق بن زياد اللواتى النفزاوى الورفجومى و حملت هذه القبائل على عاتقها راية الإسلام حتى وسط و جنوب فرنسا ( ما يعرف الأن بالبروفنس و أكيتانيا ) و شاركت فى معركة بلاط الشهداء و فقدت من أبنائها النفيس و الغالى فى سبيل رفعة و كرامة الدين هذا و قد تمكنت قبائل زناتة من إقامة عدة دول فى المغرب العربى
زناتة هي إحدى المجموعتين الكبيرتين من المجموعات البربرية التي سكنت
الجزائر قبل الفتح الإسلامي , والمجموعة الأخرى صنهاجة , وهي مجموعة عرفت بالاستقرار , ويتبع كلاً منهما قبائل كثيرة , ومن خصائص زناتة أنه كان يغلب عليها
الترحال , ولهجتها تختلف عن سائر اللهجات البربرية الأخرى , وكان غالبها
بالمغرب الأوسط أعني
الجزائر اليوم , حتى كان يقال عنه
وطن زناتة , والملفت للنظر أنه إذا كان
الزناتيون وعددهم كثير بهذه المناطق ,
وبنو هلال الذي جاؤوا هذه المنطقة
عددهم محدود فكيف توارى الزناتيون بهذه السرعة ؟ , وأصبح معظم السكان يقولون إنّهم ينتسبون للشرف ؟ , وقد جرى العرف في بعض مناطق بلادنا وأقصد (
الجزائر ) على إطلاق وصف الزناتي على من ليس بشريف النسب ,, انظر تاريخ ابن خلدون 7/2 , وتاريخ إفريقيا الشمالية لشارل أندري جوليان , النسخة المعربة : 2/207 و208 ومواقع القبائل العربية والبربرية في الجزائر في مطلع القرن السادس عشر الميلادي في كتاب حرب الثلاثمائة سنة لأحمد توفيق المدني : 93 و 94 و95 , ودور زناتة في الحركة المذهبية في المغرب الإسلامي , لمحمد عميرة .
زناتة مستحيل أن تباد لأنهم هم أنفسهم المشكلين
الناطقين بالعربية في كل من
ليبيا و
تونس و
الجزائر ، نتيجة لمعاركهم مع بني هلال و تحالفهم مع المالكية ، و هم اكثر
شبه للبدو العرب خاصة في التراحل (
النمامشة) زناتة قبيلة أمازيغية،بطون و قبائل زناتة:بنو يفرن، لواتة، زيانيون، مرينيون، مغراويون
لواتة هي أحد القبائل الأمازيغية التي كانت تقطن ليبيا خلال الفتح الإسلامي في سنة 643 م (24هـ)، وهنالك قول بأن اصل اسم ليبيا ولبدة الكبرى يرجع إلى تسمية هذه القبيلة. كانت تقيم في برقة وسرت وأطراف طرابلس، أول قبيلة أسلمت ثم أصبحت من أكثر المناصرين للإسلام إيجابية، وكان لها دور مشرف في الإسلام. وبرز منهم أول قائد إسلامي من أصول امازيغية وهو
هلال بن ثروان اللواتي ضمن حملة حسان بن نعمان سنة 693م (74هـ) في المنطقة. و
أبو إسحاق العالم اللغوي والأديب الأمازيغي، صاحب كتاب "كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ " (كتاب بحث لغوي عن اللغة العربية).
تاريخ القبيلة أول إشارة عن قبيلة لواتة عن طريق المؤرخ البيزنطي (بروكوبيبوس القيصري)، من خلال كتابيه العمائر والحروب الوندالية ونلاحظ أن (بروكوبيوس) كان يرى بأن
المور ولواتة اسمين لمجموعة سكانية واحدة كانت منتشرة في كل المنطقة الممتدة من طرابلس وحتى
تيبسا بالجزائر. وقد ذكرت المور على أنها لواتة في العديد من كتابات (بروكوبيوس) فنجده يشير إلى المور الذين دعــاهم في نفس الــوقت لــواتة عند حديثه عــن تغلب هؤلاء على الونـدال واحـتلالهم لمدينة لبدة الكبرى ونجده يشير إليهم عند حديثه عن المذبحة التي نفذها البيزنطيون في مدينة لبدة ضد ثمانون شيخا من أعيان لواتة، ونجده يشير إلى المور على أنهم لواتة عند حديثه عن الحروب التي شنها الليبيون ضد حاكم إفريقيا البيزنطي سليمان فنجده يتحدث عن المور ولواتة في طرابلس، و
المور ولواتة في بيزاكيوم (سوسة بتونس) و
المور ولواتة في
تيبستا (
تيبسا) بالجزائر.
والجدير بالذكر أن قبائل لواتة لم تنتهي مع نهاية الحكم البيزنطي للمنطقة بل ظلت تتردد في الكثير من المصادر العربية الإسلامية حيث تم الإشارة إليها عــن طريق ابن عبد الحكم في كتابه فتوح مصر وإفريقيا، واليعقوبي في تاريخه وابن خرداذابة في كتابه المسالك والممالك، والهمذانى في كتابه الإكليل، ونشوان بن سعيد الحميري في قصيدته ملوك حمير وأقيال اليمن وأبى الحسن على بن سعيد في كتابه المغرب في حلى المغرب. وابن خلدون في كتابه العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوى السلطان الأكبر.الزيانيون، بنو زيان أو بنو عبد الواد سلالة بربرية زناتية حكمت في غرب الجزائر بين 1235 و1554
لواتة أوراس (الشاوية) يُقال بأنّ أصلهم من إقليم برقة في ليبيا. ومنهم من استقرّ بجبل أوراس في العصور القديمة، ومن استقرّ بِهِ بعدَ الفتح الإسلامي، وقد ذكرهم الرومان باسم
Levathaeأيضاً، ووردَ ذكرُهُم عندَ پروكوپ، حيث ذكر أنّهم موطّنون بنواحي
مدينة تبسّة، الواقعة في الشّمال الشّرقي لدولة الجزائر.
، أنّ لواتة من القبائل التي أطلق عليها العرب اسم
شاوية، لاشتهارهم
بتربية الشاة. وقد ذكرهم ابن سعيد المغربي في (القرن 13م)، فقال: ثم يتصل بذلك جبل أوراس المشهور(
أوراس النمامشة) الذي كانت فيه
الكاهنة، وسكانه أهل عصيان لا يدخلون تحت طاعة سلطان لامتناع جبلهم العريض الطويل، ولما عندهم من الخيل والرجالة والأسلحة. وهو كثير الخيرات وأهله خوارج ومعظمهم من لواتة، وهم خلق كثير داخلون في الرعية إهـ. وقال ابنُ خلدون عنهُم: وكان منهم بجبل أوراس(
أوراس النمامشة) أمة عظيمة ظاهروا أبا يزيد مع بني كملان على أمره. ولم يزالوا بأوراس لهذا العهد، ويدهم العالية تناهز خيالتهم ألفاً وتجاوز رجالاتهم العدة . ومن بُطون لواتَة الكبيرة التي استوطَنت جبل أوراس:
سدراتَةومزاتَةولعلّ
الشاوية الموطّنين
بأوراس الغربي اليوم، ينحدرون من لواتة أوراس(أوراس النمامشة)، ووهؤلاءِ الشّاويَةُ هُم:
بنو سعادة وأولاد مومن وبني فرح وأهل مشونش وأهل بنيان وأهل غسيره وبني بوسليمان هوّارة هم من أكبر القبائل البربرية، وأوسعها بطونا، وأكثرها انتشارا في بلاد المغربين (الجزائر و المملكة المغربيّة) و تونُس و أفريقيَا (ليبيا)، بل و مصر، لا بل و الشّام … ويُنسبون إلى أبيهم: هوّار، و بالبربريّة:
أَهَوّار، وبلهجة التوارگ (
الطّوارق) في الجنوب:
أَهَگّار، وهو بن أوريغ بن برنس. قال بن خلدون: وكانت مواطن الجمهور من هوّارة هؤلاء، و من دخل في نسبهم من إخوانهم البرانس والبُتر لأوّل الفتح بنواحي طرابلس وما يليها من برقة كما ذكره المسعودي والبكري. وكانوا ظواعن (رُحلاً) وآهلين (مُستقرّين).وعليه فإنّ قبائل
الهقار (
الهقارة) (
الهكارة) هي ذاتها
الهوارة، (وقد قلبت الواو في هوارة كافا أعجمية تخرج بين الكاف والقاف) ، بينما
لا يصفو الأمر في نسبة الشاوية إلى الهوارة.
ولعل
الخطأ قد دخل على بعضهم في كلام المؤرخين عن أماكن تواجد هوارة، فاليعقوبي مثلا ذكر أنّ الهوارة في أواخر القرن التاسع والبكري في منتصف القرن الحادي عشر كانوا يقيمون في غرب تونس، و بالجزائر في جبال الأوراس وحول مدن تبسة و قسنطينة و سطيف و المسيلة و تيهرت وسعيدة، وفي بلاد المغرب الأقصى ببلاد الريف وحول مدينتي أصيلة و فاس .
وقال السّلاّوي-في: الإستقصاء-: ولفظ
الشاوية نسبة إلى
الشاء، التي هي
جماعة الغنم مثلا. قال الصِّحاح: والنسبة إلى الشاء شاوي، قال الراجز:
لا ينفع الشاوي فيها شاته ولا حماراه ولا علاته
وإن سميت به رجلا، قلت:
شائي، وإن شئت
شاوي إهـ (كلام الصّحاح).
وقال ابنُ خلدون عنهُم
المجلد السادس
من تاريخ العلامة ابن خلدون
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلي الله علي سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم
الكتاب الثالث في أخبار البربر والأمة الثانية من أهل المغرب
وذكر أوليتهم وأجيالهم و دولتهم منذ بدء الخليقة لهذا العهد
ونقل الخلاف الواقع بين الناس في أنسابهم
الفصل الثالث
في ذكر ما كان لهذا الجيل قديما وحديثا من الفضائل الإنسانية
والخصائص الشريفة الراقية بهم إلى مراقي العز ومعارج السلطان والملك
وكانت مواطن الجمهور من
هوّارة هؤلاء، ومن دخل في نسبهم من إخوانهم البرانس والصمغر لأول الفتح بنواحي طرابلس وما يليها من برقة كما ذكره المسعودي والبكري. وكانوا ظواعن واهلين. ومنهم من
قطع الرمل إلى بلاد القفر وجاوزوا لمطة من قبائل الملثمين فيما يلي بلاد كوكو من السودان تجاه أفريقية، ويعرفون بنسبهم
هكارة، قلبت العجمة واوه كافأ أعجمية تخرج بين الكاف العربية والقاف. وكان لهم في الردّة وحروبها آثار ومقامات. ثم كان لهم في الخارجّية والقيام بها ذكر، وخصوصا بالأباضية منها. وخرج على حنظلة منهم عبد الواحد بن يزيد مع عكاشة الفزاري، فكانت بينهما وبين حنظلة حروب شديدة. ثم هزمها وقتلهما وذلك سنة أربع وعشرين ومائة أيام هشام بن عبد الملك. وخرج على يزيد بن حاتم سنة ست وخمسين ومائة يحيى بن فوناس منهم، واجتمع إليه كثير من قومه وغيرهم.
أصول الطوارق يرجح بعض المؤرخين أن شعب الطوارق هم أحفاد القارامانت الذين عاشوا في سهول فزان بليبيا وهناك من يقول بالعكس بدليل أن القارامانت حسب المؤرخين القدماء هم من ذوي البشرة السوداء أما كهيرودو الطوارق فهم بيض ثم أن الشعوب التي شاركت مباشرة في تكوين الطوارق لم يسكنوا فزان وهم
قبائل هوّارة "
اللمطة، إزناكن، إماسوفن"
الفصل الرابع
في ذكر أخبارهم علي الجملة
من قبل الفتح الإسلامي ومن بعده إلى ولاية بني الأغلب
فبعث عبد الملك إلى حيان بن النعمان الغساني عامله على مصر أن يخرج إلى جهاد أفريقية، وبعث إليه بالمدد فزحف إليها سنة تسع وسبعين. ودخل القيروان وغزا قرطاجنة وافتتحها عنوة، وذهب من كان بقي بها من الإفرنجة إلى صقلية وإلى الأندلس.
ثم سأل عن أعظم ملوك البربر فدلوه على الكاهنة وقومها جراوة فمضى إليها حتى نزل
وادي مسكيانة. وزحفت إليه فاقتتلوا قتالاً شديداً. ثم انهزم المسلمون وقتل منهم خلق كثير، واسر خالد بن يزيد القيسي. ولم تزل الكاهنة والبربر في إتباع حيان والعرب حتى أخرجوهم من عمل قابس، ولحق حسان بعمل طرابلس. ولقيه كتاب عبد الملك بالمقام فأقام وبنى قصوره وتعرف لهذا العهد به. ثم رجعت الكاهنة إلى مكانها، واتخذت عهدا عند أسيرها خالد بالرضاع مع ابنيها. وأقامت في سلطان أفريقية والبربر خمس سنين. ثم بعط عبد الملك إلى حسان بالمدد فرجع إلى أفريقية سنة أربع وسبعين، وخرجت الكاهنة جميع المدن والضياع. وكانت من طرابلس إلى طنجة ظلاً واحدا في قرى متصلة.
وشق ذلك على البربر فاستأمنوا لحسان فأمنهم، ووجد السبيل إلى تفريق أمرها وزحف إليها وهي في جموعها من البربر فانهزموا وقتلت الكاهنة بمكان البير (
بئر الكاهنة أو بئر عاطر نسبة إلى
عطر الكاهنة بمدينة بئر العاتر ) المعروف بها لهذا العهد بجبل أوراس (
أوراس النمامشة بمدينة بئر العاتر) "و يرجع اسم
بئر العاتر الي فترة الفتح الإسلامي إذ تقول الرواية أنه عند شعور الكاهنة البربرية بالهزيمة أمرت جنودها بسكب كمية هائلة من العطور في بئر (تسمى الآن باسمها) في محاولة يائسة منها لهزم الفاتحين المسلمين وحرمانهم من الماء وعند وصول الفاتحين بقيادة
حسان بن نعمان إلى البئر بعد فرار الكاهنة وقتلها فيما بعد رفضها الاستسلام وجدوا المياه معطرة فسموا البئر (بئر العاطر) ومع مرور الأزمنة حرفت
بئر العاطر إلى
بئر العاتر"
واستأمن إليه البربر على الإسلام والطاعة، وعلى أن يكون منهم إثنا عشر ألفاً مجاهدين معه فأجابوا وأسلموا وحسن إسلامهم، وعقد للأكبر من ولد الكاهنة على قومهم من جراوة وعلى جبل أوراس فقالوا: لزمنا الطاعة له سبقناها إليها وبايعناه عليها. وأشارت عليهم بذلك لإثارة من علم كانت لديها بذلك من شياطينها. وانصرف حسان إلى القيروان فدون الدواوين وصالح من ألقى بيده من البربر على الخراج
البرابرة البتر
الخبر عن البرابرة البتر وشعوبهم ونبدأ منهم كان مادغيس الأبتر جد البرابرة البتر، وكان إبنه زحيك ومنه تشعبت بطونهم. فكان له من الولد فيما يذكر نسابة البربر أربعة: نفوس واداس وضرا ولوا
الخبر عن لواتة من البرابرة البتر وتصاريف أحوالهم : وهو بطن عظيم متسع من بطون البربر البترينتسبون إلى لوا الأصغر بن لوا الأكبر بن زحيك، ولوا الأصغر هو نفزاو كما قلناه. ولوا إسم أبيهم، والبربر إذا أرادوا العموم في الجمع زادوا الألف والتاء فصار لوات فلما عربته العرب حملوه على الأفراد وألحقوا به هاء الجمع. وذكر ابن حزم أن نسابة البربر يزعمون أن سدراتة ولواتة ومزاتة من القبط، وليس ذلك بصحيح، وابن حزم لم يطلع على كتب علماء البربر في ذلك. وفي لواتة بطون كثيرة، وفيهم قبائل كثيرة مثل
سدراتة بن نيطط بن لوا، ومثل
عزوزة بن ماصلت بن لوا. وعد سابق وأصحابه في بني ماصلت بطوناً أخرى غير عزوزة وهم: أكورة وجرمانة ونقاعة مثل بني زائد بن لوا، وأكثر بطونهم مزاتة. ونسابة البربر يعدون في مزاتة بطوناً كثيرة مثل:
ملايان ومرنه ومحيحه ودكمه وحمره ومدونه. وكان لواتة هؤلاء ظواعن في مواطنهم بنواحي برقة كما ذكره المسعودي، وكان لهم في فتنة أبي يزيد آثار.
وكان منهم بجبل أوراس (
أوراس النمامشة) أمة عظيمة ظاهروا أبا يزيد مع بني كملان على أمره. ولم يزالوا بأوراس (
جبال الأطلس الصحراوي) لهذا العهد مع من به من قبائل هوّارة وكتامة، ويدهم العالية عليهم تناهز خيالتهم ألفاً وتجاوز رجالاتهم العدة. وتستكفي بهم الدولة في جباية من تحت أيديهم بجبل أوراس من القبائل الغارمة
فيحسنون الغناء والكفاية.
هوَارة التّلول الأفريقيّة (تونس وشرق الجزائر) مدينة مرماجنة التّونسيّة، التي تقع شمال شرقي مدينة تبسة الجزائرية ذكرها بنُ حوقل في (القرن10) وهي لهوّارة، وفيها أسواقٌ حسنة. وذكرها الإدريسي (القرن 12م)، فقال: ومنها إلى مرماجنة، وهي قرية لهوارة. وذكرها ياقوتُ الحموي في (القرن 13م)، فقال: مرماجنة: بالفتح ثم السكون وبعد الألف جيم و نون مشددة: قرية بإفريقية لهوارة قبيلة من البربر عن أبي الحسن الخوارزمي. وقال بن خلدون: بأرض التلول من أفريقية، ما بين تبسة إلى
مرماجنة إلى
باجة سَاحل تونس (
سَاحل شمال تونس ) ، ظواعن صاروا في عداد الناجعة عرب بني سليم في اللغة والزي و سكنى الخيام و ركوب الخيل، وكَسبِ الإبل و ممارسة الحروب، و إيلاف الرحلتين في الشتاء والصيف كل تلولهم. قد نسوا رطانة البربر، و استبدلوا منها بفصاحة العرب فلا يكاد يفرق بينهم. فأولهم مما يلي تبسة (
شمال مدينة تبسة ):
قبيلة ونيفن، ورئاستهم لهذا العهد في ولد بعرة بن
حناش، لأولاد سليم بن عبد الواحد بن عسكر بن محمد بن بعرة، ثم لأولاد زيتون بن محمد بن بعرة، ولأولاد دحمان بن فلان بعده. وكانت الرياسة قبلهم لسارية من
بطون ونيفن، و مواطنهم ببسائط مرماجنة و تبسة وما إليهما (
شمال مدينة تبسة و مرماجنة التّونسيّة ) . و يليهم قبيلة أخرى في الجانب الشرقي منهم يعرفون
بقيصررن، ورئاستهم في بيت بني مُؤمن، ما بين ولد زعارع وولد
حركات، ومواطنهم
بفحص (
الفحص تقع على بعد حوالي 60 كلم من العاصمة التّونسيّة ) أُبَّة وما إليها من نواحي الأربس (
شمال مدينة تبسة ) . وتليهم إلى جانب الشرق قبيلة أخرى منهم يعرفون
بنصورة، ورئاستهم في بيت الرمامنة، لولد سليمان بن جامع منهم. ويرادفهم في رياسة نصرة قبيلة و ربُهامة، و مواطنهم من تبسة إلى حامة إلى جبل الزنجار إلى إطار عَلَى سَاحل تونس و بسائطها. ويجاورهم متساحلين إلى ضواحيباجة (
سَاحل تونس ) قبيلة أخرى من هوّارة يعرفون ببني سليم، ومعهم بطن منعرب مضر من هذيل بن مدركة بن إلياس، جاؤا من مواطنهم بالحجاز مع العرب الهلاليين عند دخولهم إلى المغرب، و استوطنوا بهذه الناحية من أفريقيا، و اختلطوا بهوّارة و صاروا في عدادهم. و معهم أيضاً بطن آخر من بطون رياح من هلال ينتمون إلى عتبة بن مالك بن رياح صاروا في عدادهم، و جروا على مجراهم من الظعن و المغرم. و معهم أيضاً بطن من مرداس بني سليم يعرفون ببني حبيب. و يقولون: هو حبيب بن مالك. و هم غارمة مثل سائر هوّارة. وضواحي أفريقيا
(
تونس ) لهذا العهد معمورة بهؤلاء الظواعن. و معظمهم من هوّارة.وهم أهل
بقروشاء و ركوب للخيل و للسلطان بأفريقيا، عليهم وظائف من الجباية، وضعها عليهم دهاقين العمال بديوان الخراج، قوانين مقررة و تضرب عليهم مع ذلك البعث في غزوات السلطان بعسكر مفروض يحضر بمعسكر السلطان متى استنفروا لذلك. و لرؤسائهم آراء قاطعات و مكان في الدول بين رجالات البدو، ويربطون هوّارة بمواطنهم الأولى من نواحي طرابلس فأمّا ولد بعرة بن
حنّاش، فهم قبيلة
الحنانشة الشّاوية الكبيرة، التي تعيش في نواحي
سوق آهراس ( شمال مدينة تبسة ) ، على الحدود التّونسيّة الجزائريّة. و أمّا ولد حركات، فهم قبيلة
الحراكتة الشّاويّة، التي تمتدّ مواطنها من السّفوح الشّمالية لأوراس إلى السهول الواقعة شماله (
شمال مدينة تبسة ) . و أمّا قبيلتا هذيل ورياح العربيّتَين، فما زالتا بمواطنِهما إلى اليوم أيضا
نفزاوةنفزاوة هو اسم قبيلة بربرية، ورد اسمها لأول مرة في بداية القرن الأول للميلاد باسم قبيلة
النبجني (
Nybgenii ) أو (
ونيجن ) (
قبائل النمامشة ) ، وربما تحول في الأثناء حرف الباء إلى فاء وحرف الجيم إلى زاي، بحيث أصبحت تسمى
نفزاوة في المصادر العربية.احتلت هذه القبيلة مكانة هامة في كتب الأنساب وحتى الجغرافيا والرحلات، من ذلك أن ابن خلدون يعتبرها من البربر البتر ويرجعها إلى تطوفت أو توطفت بن نفزاو بن لوا الأكبر بن زحيك.
أما جغرافيا فقد كان مجال هذه القبيلة المناطق الصحراوية والحارة بشمال إفريقيا وخاصة بالمغرب الأدنى، ومنها اتجهت نحو مناطق أخرى من بلاد المغرب حتى وصلت بعض بطونها بلاد الأندلس. ومن أهم بطونها في العصور الإسلامية الأولى :
ورفجومة التي هاجمت مدينة القيروان سنة 140هـ/766م، و
غساسة بالمغرب الأقصى و
زهيلة بنواحي بادس بالمغرب الأوسط(
الجزائر ) ، و
مرنيسة وسوماتة بإفريقية(
تونس). ويذكر ابن خلدون أنه لا يعرف لها في عصره (القرن 8هـ/14م)"حي ولا مواطن الا القرى الظاهرة المقدرة السير المنسوبة إليهم"، أي منطقة
نفزاوة الحالية التي تنطبق تقريبا مع
ولاية قبلي.
والله أعلم ABBAD_H