نقاوس مدينة عرفت في التاريخ الجزائري منذ العصور القديمة،
ارتبط تاريخها بالأزمان البعيدة، إلا أنها لم تلق اهتماما تاريخيا معتبرا
رغم ما تزخر به من بصمات الحضارة، و لعل ما ذكر عنها ما قد اشتهرت به منذ
قدمها بوفرة مياهها، وشساعة بساتينها، و ذلك وارد في بعض مؤلفات الرحالة و
المستشرقين و المؤرخين، أمثال : ابن خلدون الإدريسي، اليعقوبي، ابن حوقل،
بلال و رينية ....الخ.//
الموقع و التضاريس :مدينة نقاوس أو عروس الأوراس مدينة تقع جنوب غرب ولاية باتنة، تقدر
مساحتها 80.45 كلم، ترتفع بـ : 770 مترا عن مستوى سطح البحر، في مكان جميل
بين سلاسل الأوراس، طابعها المورفولوجي هو الانبساط غربا و التضاريس شرقا،
فهي تكاد أن تكون منخفضا طبيعيا باطنه التاريخ و ظاهره المساحات الخضراء،
يحيطها من الشمال الغربي:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] التي ترتفع فيها أعلى قمة : وهي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] إلى 1834 مترا، ومن الشرق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و التي تعتبر خط فصل بينها و بين مدينة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توجد بها أعلى قمة يصل ارتفاعها إلى 2176 مترا و تسمى : الرفاعة و نظرا
لخصائصها الطبيعية التي تتمتع بها، فإن معطياتها واضحة و قد أشار الأستاذ
نواري سويهر بجامعة الجزائر إلى أن أدنى درجة حرارة سجلت بنقاوس قدرت
بحوالي 7° تحت الصفر، وذلك في شتاء 1917، و أقصى درجة حرارة سجلت في صيف
1996 التي وصلت إلى 45°، و إذا انتقلنا إلى العامل المناخي نجد أن أكبر
كمية من المطر عرفتها نقاوس في المدة ما بين 1913 حتى 1973 رغم ما عرفته
بتوقفات أثناء الحرب العالمية الثانية.
أقــوال المؤرخين في نقـــاوس :تتميز نقاوس بالبرودة و الأمطار شتاءا و الحرارة و الجفاف صيفا فعن
برودتها ما ذكره المؤرخون القدماء أمثال المقدسي الذي نعتها نقاوس باردة
بلد الجوز و البلد الثمارية فعروس الاوراس، لم تكن مدينة فحسب و إنما
حدبقة ذات بهجة ترفل في حلل من بساتين المشمش و الزيتون، وجداول مياه
العذبة، مدينة بمجموع قراها المتلاصقة، حديقة يتعايش أهلها من مشروبات
نقاوس الثمرية،
ذات الجودة العالمية، مدينة أبهرت الرحالة و المستشرقين فراحوا يصفونها و
يتغنون بها في مؤلفاتهم، أمثال غنية جدا بأشجارها المثمرة الكثيرة و
الإدريسي في قوله: و مدينة نقاوس صغيرة كثيرة الشجر و البساتين و ابن
خلدون الذي حاكى طبيعتها فكتب عن سحرها الجمالي.
أوصاف سكانهــــا :أما عن سكانها فهم يتصفون بحسن معشرهم و كرمهم، وهل هنالك أجمل مما
ذكره عنهم الحسن أوزاني الغاسي في قوله: بحيث أن من يرد نقاوس يأسف على
مغادرتها لفرط ظرف أهلها وحفواتهم، و يتصفون أيضا باهتماماتهم بالزراعة و
البستنة، سيما إنتاج المشمش و الزيتون محاكاة لمهنة الأجداد ، فمعظم أراضي
عروس الأواس و الزيتون، إضافة إلى بعض الأشجار مثل: الجـــوز و التين.
الصناعـــة في نقـــاوس :أما عن الصناعة كقطاع ثان ، فقد وجدت اهتماما كبيرا ، و ذلك من خلال
المصانع و المصنوعات المتنوعة ، مثل : مصنع المشروبات و المصبرات الغذائية
، ووحدات صغيرة لإنتاج تابعة للخواص ، حيث إن كليهما متخصص لإنتاج
المصنوعات الغذائية (Enajuc)كالمشروبات و بعض المصبرات ،و لا يخفى علينا
ما لهذه لمشروبات من جودة و قيمة عالية و مصنع الجلود (Emac) الذي لا يقل
أهمية و قيمة لمنتوجاته العالمية ، و هي : الوحدة الصناعية المتخصصة في
التجارة ووسائل التأثيث (Tripode)وورشة الأجهزة التعليمية في اختصاصات
الفيزياء و التكنولوجيا و العلوم و الكيمياء . و لا ننسى بعض الحرف و
الصناعات التقليدية مثل : مثل الخياطة ، الطرز ، النسيج ، صياغة الحلي و
المجوهرات ، و لا يزال بالمدينة محى للجدادة التقليدية ...ورغم هذا إلا أن
توجه و اهتمام شبابها هو ممارسة مهنة التجارة التي تتنوع بين أغذية،
ألبسة، و أثاث....الخ