(( امي معبد ابتهالاتي ))
شراعاتي ارتفعت صواريها
و حلقت في افاق السماء اعلامها
و طنين المزمار ضج المكان منها
معلنتا عن رحلت وداعي
ارتديت خوذتي و شريط نجماتي
و الى الدفة اعتليت مكاني
حضرت حقائبي من زمان
الى رحلة تمنيتها و قلبي يوما ما سلاها
تركت خلف كل صور الماضي و اشلاهها
والى حلم السفر اقبلت مودعا
وداعا وداعا يا جزر الحرمان في ارض دياري
وداعا وداعا يا شارع بيتي
وداعا يا اهلي و سكاني
وداعا يا مدرستي التي لعبت بها اجمل ايام صباي
وداعا يا حجرتي
وداعا نافذتي الحزينة
التي سطرت امامك اعذب معزوفاتي
و على احزان بردك رقصت اجمل الحاني
وداعا وداعا ابديا ... سرمديا
في الليل البهيم
الليل الاليلي
بين فجر السماء و طلوع الصباح
كانت هناك اجمل ابتهالات
من ربا اصطفى الفجر اجمل الصلوات
رايت السجادة الخضراء
المطرزة بنقوش الاسلام الزرقاء
و المصحف الصغير بقرب الجبين
يقبل دمعاها
و هي رافعتا كفيها لنوافذ السماء
تضرعا
اللهي ... اللهي ..
اضجرت العن بالبكاء
و النواح في قلبي اصبح عطاء
وداعا وداعا كلمة قالها لي الاعداء
ابنك غدا في رحلة لا يعرفها الا فاطر السماء
فلا تفرق بيني و بين من كان لدموع العين دواء
وقفت عند الدرجات احلامي
و بدأت عظامي تنحني رويدا رويدا
على سلم فنائي
دموع العين مستحملت اناتك
امي
و صيون الاذن مستوعب رناتك
امي
و قلبي لا يملك اي رحمة عند مشاعرك
امي
و كحشرة و ضيعة اصبحت وصادك
امي
و عندما اريد تحديثك يجب ان اخلع النعلين تقديسا لك
امي
حقائبي فتحت
و بقدرة السمار رجعت
و كل ثيابي في ادراجها وضعت
ستكونين من اليوم معبدي
اصلي به اجمل ابتهالاتي
و بستان احلق به فراشاتي
و عند عيونك تغفو راحاتي
هبت رياح دموعك واسقطت شراعاتي
و هبطت كل احلام سفراتي
و اعلم اذا استعذب الزمان اناتك
فقلي تحطم لدمعاتك
فوداعا وداعا يا سفراتي