منتـديات الأوراس لكل الجزائريين و العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتـديات الأوراس لكل الجزائريين و العرب

منتديات الأوراس منتدى لكل الجزائريين و العرب ، منتديات تعليمية تربوية ثقافية هادفة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
السر في نصب لفظ السلام ورفعه Ououo10
للإدلاء بآرائكم و اقتراحاتكم و استفساراتكم نضع تحت تصرفكم :
forumaures@hotmail.fr


 

 السر في نصب لفظ السلام ورفعه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حارسة القران
...::|المشرفة العامة|::...
...::|المشرفة  العامة|::...
حارسة القران


انثى
عدد الرسائل : 2309
العمر : 37
المزاج : جيد
نقاط : 3867
شكر : 3
تاريخ التسجيل : 19/05/2010

السر في نصب لفظ السلام ورفعه Empty
مُساهمةموضوع: السر في نصب لفظ السلام ورفعه   السر في نصب لفظ السلام ورفعه Icon_minitimeالثلاثاء 18 يناير 2011 - 20:17

السر في نصب لفظ السلام ورفعه



قال الله تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام :﴿ وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا
إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ ﴾( هود: 69 ) ،
فأتى بسلام الملائكة على إبراهيم منصوبًا ، وأتى بسلامه عليهم مرفوعًا .
فما السر في نصب الأول ، ورفع الثاني ؟ وهل من فرق بين السلامين ؟
ويجيب النحاة والمفسرون عن ذلك بقولهم : إن سلام الملائكة- عليهم السلام-
تضمن جملة فعلية ؛ لأن نصب السلام يدل على أن المعنى : سلمنا عليك سلامًا .
أما سلام إبراهيم- عليه السلام- فتضمن جملة اسمية ؛ لأن رفع السلام يدل
على أن المعنى : سلام عليكم . ولما كانت الجملة الاسمية تدل على الثبوت
والاستقرار ، والفعلية تدل على الحدوث والتجدد ، كان سلام إبراهيم- عليه
السلام- أكمل ، وكان له من مقامات الرد ما يليق بمنصبه ، وهو مقام الفضل ؛
إذ حياهم بأحسنَ من تحيتهم .. هذا تقرير ما قالوه .
وأحسن من هذا الجواب أن يقال : أن سلام الملائكة- عليهم السلام- نُصِبَ ؛
لأنه لم يقصَد به حكايةُ لفظهم ، ولكنه جُعِلَ قولاً حسنًا ، وسُمِّيَ
سلامًا ؛ لأنه يؤدي معنى السلام في رفع الوحشة ووقوع الأنس ، فنُصِب لذلك ،
ونصبُه على أنه مفعول القول ؛ وكأنه قيل : قالوا قولاً سلامًا . أو قولاً
سديدًا ، فيكون حكاية لمعنى ما قالوه ، لا حكاية للفظهم ؛ فلذلك عمل فيه
القول ، وهو كما تقول لرجل قال : لا إله إلاَّ الله : قلت حقاً ، أو
إخلاصًا . ولو حُكِيَ لفظهم ، لم يصح فيه النصب ؛ فإن القول إنما تُحكَى به
الجمل . وأما الألفاظ المفردة فلا تكون مَحكيًّا بها بعد القول ؛ بل تكون
منصوبة انتصاب المفعول به .
ومثل ذلك قوله تعالى :﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى
الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾(
الفرقان : 63 ) . أي : يقولون للجاهلين كلامًا يدفعونهم به برفق ولين .
فليس المراد أنهم قالوا هذا اللفظ المفرد المنصوب ؛ وإنما المراد أنهم
قالوا قولاً سلامًا ، أو قولاً سدادًا . فيكون سلامًا بمعنى : قولاً . أي :
قالوا قولاً معناه : سلامًا .
ويحكى أن إبراهيم بن المهدي كان منحرفًا عن علي بن أبي طالب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
، فرآه في النوم قد تقدمه إلى عبور قنطرة ، فقال له : إنما تَدَّعي هذا
الأمر بامرأة ، ونحن أحق به منك ؟ وكان حكى ذلك للمأمون ، ثم قال له : فما
رأيت له بلاغة في الجواب كما يذكر عنه . فقال له المأمون : فما أجابك به ؟
قال : كان يقول لي : سلامًا سلامًا . فنبَّهه المأمون على الآية السابقة ،
وقال : يا عم ! قد أجابك بأبلغ جواب ، فخزي إبراهيم واستحيا .
أما سلام إبراهيم- عليه السلام- فرفع على الابتداء ؛ لأنه قُصِدَ به حكاية
لفظه . ولولا ذلك ، لوجب أن يقال : سلامًا ، بالنصب ؛ لأن ما بعد القول إذا
كان مرفوعًا ، فعلى الحكاية ، ليس إلا . وحصل بذلك من الفرق بين الكلامين-
في حكاية سلام إبراهيم ورفعه ونصب سلام الملائكة- إشارة لطيفة وفائدة
شريفة ؛ وهو أن السلام من دين الإسلام . والإسلام ملة إبراهيم- عليه
السلام- وقد أمرنا بالاتباع ، والاقتداء به ، فحُكِيَ لنا قوله ، ولم
يُحْكَ لنا قول أضيافه ، فأخبر به على الجملة دون التفصيل ؛ إذ لا فائدة في
تعريف كيفيَّته ، وإنما الفائدة في تبيين قول إبراهيم ، وكيفيَّة تحيَّته ؛
ليقع الاقتداء به ، فكان سلام إبراهيم أتم وأبلغ من سلامهم ، والله تعالى
أعلم !
فإذا تأملت ما تقدم ، تبين لك أن المراد من سلام الملائكة على إبراهيم-
عليه السلام- هو الدعاء له بالسلامة والعافية ، وأن المراد من سلامه عليهم
هو الدعاء لهم بالسلامة ، مع السلام عليهم الذي هو عبارة عن التحيَّة التي
هي شعار المسلمين .
وممَّا يدلك على أن المراد بالسلام إذا كان منصوبًا مجرد الدعاء بالسلامة ،
وأن المراد بالسلام إذا كان مرفوعًا التحيَّة مع الدعاء بالسلامة ، أمور :
أحدها : أن الله تعالى غاير بينهما في قوله :﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ
الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴾(
الفرقان: 75 ) . أي : تحييهم الملائكة ، ويدعون لهم بطول الحياة والسلامة .
أو يحيي بعضهم بعضًا ، ويدعو له بذلك .
والثاني : أن الله تعالى قال في حق المؤمنين :﴿ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ
يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ﴾( الأحزاب: 44 ) ،
فأخبر سبحانه أن تحيتهم من الله عز وجل يوم اللقاء هذا اللفظ :﴿ سَلَامٌ ﴾
، فجاء به مرفوعًا ؛ لأن المراد به : سلام التحية . وكذلك قوله تعالى في
حق أهل الجنة :﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ
﴾( الرعد: 23 ) ، يقولون :﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ
عُقْبَى الدَّار ﴾( الرعد: 24 ) .
والثالث : أن لفظ السلام المراد به مجرد الدعاء هو مصدر بمعنى : السلامة ،
من قولك : سلِم يسلَم سلامًا وسلامة ، وهو مثل الجلال ، والجلالة . فإذا
حذفت التاء ، كان المراد نفس المصدر . وإذا أتيت بالتاء ، كان فيه إيذان
بالتحديد بالمرة من المصدر ؛ كالحب ، والحبة . فالسلام والعدل والجلال ؛
كالجنس العام من حيث لم يكن فيه تاء التحديد . والسلامة والعدالة والجلالة ،
كلها تدل على الخصلة الواحدة . ألا ترى أن الجلالة من خصال الجلال ؛ ولهذا
لم يقولوا : كمالة ؛ كما قالوا : جلالة ؛ لأن الكمال اسم جامع لصفات الشرف
والفضل . فلو قالوا : كمالة ؛ لنقضوا الغرض المقصود من اسم الكمال ،
فجاءوا في الجنس الذي يشمل الأنواع بغير تاء ، وجاءوا في أنواعه وأفراده
بالتاء .. فتأمل الآن ، كيف جاء السلام مجردًا عن التاء ، إيذانا بحصول
المسمَّى التام ؛ إذ لا يحصل المقصود إلا به ، فإنه لو سلم من آفة ، ووقع
في آفة ، لم يكن قد حصل له السلام .
وأما السلام المراد به التحية فهو اسم مصدر ، من قولك : سلَّم سلامًا . أما
مصدره الجاري عليه فهو : تسليم ؛ كعلَّم تعليمًا ، وفهَّم تفهيمًا ،
وكلَّم تكليمًا . والسلام من : سلَّم ؛ كالكلام من : كلَّم . فكما يقال :
كلَّم تكليمًا وكلامًا ، يقال : سلَّم تسليمًا وسلامًا . فالأول منهما مصدر
، والثاني اسم مصدر . وبينهما فرقان : لفظي ، ومعنوي :
فأما اللفظي : فإن المصدر هو الجاري على فعله الذي هو قياسه ؛ كالإفعال من :
أفعل . والتفعيل من : فعَّل . والتفعلل من : تفعلل . والانفعال من : انفعل
.. أما السلام ، والكلام فليسا بجاريين على فعليهما . ولو جريا عليه ،
لقيل : تسليم ، وتكليم .
وأما المعنوي : فهو أن المصدر دال على الحدث ، وفاعله . فإذا قيل : تسليم
وتكليم ، دل على الحدث ومن قام به ، فالتسليم يدل على السلام والمسلِّم ،
وكذلك التكليم .. أما اسم المصدر فإنما يدل على الحدث وحده . فالسلام
والكلام لا يدل لفظهما على مسلِّم ولا مكلِّم ، بخلاف التكليم والتسليم .
وسر هذا الفرق : أن المصدر في قولك : سلَّم تسليمًا ، وكلَّم تكليمًا ،
بمنزلة تكرار الفعل ؛ فكأنك قلت : سلَّم سلَّم ، وتكلَّم تكلَّم . والفعل
لا يخلو عن فاعله . وأما اسم المصدر فإنهم جرَّدوه لمجرد الدلالة على الحدث
، وهذه النكتة من أسرار العربية .
فإن قيل : فما الحكمة في مجيء السلام اسم مصدر ؟ ولِمَ لمْ يجىء على أصل
المصدر ؟ قيل : إن المقصود من السلام هو حصول مسمَّى السلامة للمسلَّم عليه
على الإطلاق من غير تقييد بفاعل ؛ فلما كان المراد مطلق السلامة من غير
تعرض لفاعل ، أتوا باسم المصدر الدال على مجرد الفعل ، ولم يأتوا بالمصدر
الدال على الفعل والفاعل .. فتأمل هذا السر ، فإنه بديع جدًّا !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
آخٌِتُِِّْ حٍّآرٌٍسٌِِّة
...::| مشرفة أقسام المنتديات العامة |::...
...::| مشرفة أقسام  المنتديات العامة |::...
آخٌِتُِِّْ حٍّآرٌٍسٌِِّة


انثى
عدد الرسائل : 540
العمر : 30
نقاط : 760
شكر : 0
تاريخ التسجيل : 16/05/2011

السر في نصب لفظ السلام ورفعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: السر في نصب لفظ السلام ورفعه   السر في نصب لفظ السلام ورفعه Icon_minitimeالإثنين 30 مايو 2011 - 17:02

بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي انتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السر في نصب لفظ السلام ورفعه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السر المخبا باية الكرسي ...
» برنامج استعاده كلمات السر المفقوده Password Recovery Bundle 2012 v2.10 + التفعيل
» السلام عليكم
» السلام عليكم
» آدم (عليه السلام)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـديات الأوراس لكل الجزائريين و العرب :: اللغات :: الأدب و اللغة العربية-
انتقل الى: